علاج جديد بالخلايا الجذعية يعيد الأمل لمرضى إصابات العين غير القابلة للشفاء

كتبت: أمنية شكري
أظهرت تجربة سريرية أجراها مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن (Mass Eye and Ear) أن علاج إصابات القرنية باستخدام الخلايا الجذعية أصبح ممكنًا وآمنًا. هذا العلاج نجح في إصلاح سطح القرنية لدى 14 مريضًا تم متابعتهم لمدة 18 شهرًا، ما يمثل خطوة هامة نحو معالجة الإصابات التي كانت تُعتبر غير قابلة للشفاء في الماضي.
كيفية علاج إصابات العين بالخلايا الجذعية
تم تطوير هذا العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج تلف القرنية المسبب للعمى، ويُعرف باسم الخلايا الظهارية الطرفية الذاتية المزروعة (CALEC) يتم في هذا العلاج استخراج الخلايا الجذعية من عين سليمة للمريض عبر خزعة، ثم تُزرع هذه الخلايا في العيون المصابة بعد عملية تكاثر تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. بعد ذلك، يتم زراعة الأنسجة المتكاثرة في العين المصابة عبر جراحة دقيقة.
تجارب سريرية واعدة
قالت أولا جوركوناس، الباحثة الرئيسية في الدراسة،: "أظهرت تجاربنا الأولى أن علاج بالخلايا الظهارية الطرفية الذاتية المزروعة آمن، وأنه يمكن تطبيقه بنجاح". وأضافت جوركوناس، نائب مدير قسم القرنية في مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن وأستاذة طب العيون في كلية الطب بجامعة هارفارد: "البيانات الجديدة تشير إلى أن الخلايا الظهارية الطرفية الذاتية المزروعة فعالة في إصلاح سطح القرنية بنسبة تزيد عن 90%، مما يحقق تحسنًا كبيرًا للمرضى الذين كان يُعتقد أن إصابات قرنيتهم لا يمكن علاجها".
ما هي القرنية وكيف تؤثر الإصابات فيها على الرؤية؟
القرنية هي الجزء الخارجي الشفاف من العين، الذي يحتوي على الخلايا الجذعية الحافة التي تحافظ على سطح العين الأملس. في حالة إصابة القرنية، مثل الحروق الكيميائية أو العدوى أو الصدمات الأخرى، يتم استنزاف هذه الخلايا الجذعية الحافة، مما يؤدي إلى تلف دائم في سطح العين.
غالبًا ما يكون المرضى الذين يعانون من هذه الإصابات غير قادرين على قبول زرع قرنية، وهو العلاج القياسي لاستعادة الرؤية في الحالات المتقدمة. كما يعاني هؤلاء المرضى من ألم مستمر وصعوبة في الرؤية، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم.
الخلايا الجذعية لعلاج إصابات القرنية: الأمل في المستقبل
تُظهر نتائج هذه التجارب السريرية أن العلاج بالخلايا الجذعية يوفر أملًا جديدًا للمرضى الذين يعانون من تلف القرنية، ويساهم بشكل كبير في إصلاح القرنية وتحسين الرؤية في الحالات التي كانت تُعتبر في السابق غير قابلة للعلاج.