تقرير خاص: فجوات دفاعية في جدار «السهم».. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى الاعتماد الكامل على «آرو»

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تكشف تقارير استخباراتية أميركية عن أزمة غير معلنة في قدرات إسرائيل الدفاعية، وتحديدًا في منظومة "آرو" لاعتراض الصواريخ الباليستية، والتي تُعد إحدى ركائز الدفاع الجوي الإسرائيلي ضد التهديدات الإيرانية بعيدة المدى.
ورغم ما يُعلن رسميًا عن "نسب نجاح عالية" تتراوح بين 80 إلى 90% في اعتراض الهجمات، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن بعض الصواريخ الإيرانية الأخيرة استطاعت اختراق المنظومة والوصول إلى أهدافها، ما فتح باب التساؤل داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حول مدى فاعلية الاعتماد الحصري على طبقة "السهم" دون دعم تكاملي من أنظمة أخرى.
وتُشير المعلومات، التي نقلتها مصادر أميركية، إلى أن واشنطن كانت على علم مسبق بوجود ثغرات في منظومة الدفاع الإسرائيلية، وأن جهودًا تُبذل حاليًا لتعزيز هذا النظام عبر دعم ثلاثي الأبعاد: بري وبحري وجوي.
اللافت أن منظومة "آرو 3"، التي يُفترض أنها الأكثر تطورًا وتخصصًا لمواجهة الصواريخ الإيرانية، لم تكن على مستوى التوقعات في بعض سيناريوهات الهجوم الأخيرة، ما دفع الخبراء إلى إعادة تقييم فعالية النظم الاعتراضية خارج الغلاف الجوي، خاصة مع تطوير طهران لرؤوس باليستية أكثر مراوغة.
وتعتمد إسرائيل على منظومة "آرو" ضمن إستراتيجية دفاعية متعددة الطبقات، إلا أن التسريبات الأخيرة تضع علامات استفهام حول كفاءة هذه الطبقات حين يتم اختبارها في وقت واحد بكثافة نيرانية عالية.
ورغم التصريحات الرسمية التي تقلل من شأن هذه الاختراقات، يبدو أن القيادة العسكرية الإسرائيلية بدأت فعليًا مراجعة تكتيكاتها، وسط دعوات لتوسيع دائرة الدعم الأميركي ونقل بعض أنظمة الاعتراض الأميركية المتقدمة إلى قواعد داخل إسرائيل.
ملحوظة: يذكر أن منظومة "آرو" تم تطويرها في إطار شراكة تكنولوجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ التسعينيات، ويعد نظام "آرو 3" حاليًا الأحدث في هذه العائلة، بقدرات تفوق سرعة الصوت وبتكنولوجيا مخصصة لاعتراض الأهداف خارج نطاق الغلاف الجوي.