الكاتب الصحفي خيري حسن يكتب: صراع الوفد السياسي خرج من الغرف المغلقة إلي الشارع

يناير 12, 2025 - 05:13
يناير 12, 2025 - 05:14
الكاتب الصحفي خيري حسن يكتب: صراع الوفد السياسي خرج من الغرف المغلقة إلي الشارع

عام 2005 - على ما أذكر - شب نزع سياسي فى حزب الوفد ما بين فريق ضد فريق آخر وأنا أعمل محرراً فى صحيفة الوفد فى ذلك الوقت، فذهبت فى الصباح - كعادتى - إلى مبنى الصحيفة فوجدت الصراع السياسي قد خرج من الغرف المغلقة إلى الشارع واشتعلت النيران فى القصر العتيق! 

                           

الساعة الآن الحادية عشرة صباحاَ وأنا - وسوف أكرر كلمة أنا ليس من باب التفاخر ولكن من باب المعايشة للحدث - وصلت إلى شارع بولس حنا - بحى الدقى - أمام مبنى سفارة سوريا ( المبنى القديم) فوجدت كاميرا قناة الجزيرة فى الشارع تستعد للتسجيل ونقل الحدث. 

                

بعد دقائق جاء مراسل القناة فى القاهرة - حينذاك - الإعلامى ذائع الصيت حسين عبد الغنى.

 فاقتربت منه قبل بدأ التسجيل وقلت:" أرجو أن تقول فى مقدمتك أن الذى يحدث فى حزب الوفد هو تدمير الحزب لصالح مشروع التوريث"! 

نظر لى ولم يعلق ثم قال:

" جاهزين يا أساتذة " رد المخرج:

"جاهزين يا أستاذ"

 وبدأ كلامه - وبالطبع لم يذكر ما أشارت به عليه - وبعدما سجل مقدمته أشار لى من بعيد - كنت أقف على الرصيف المقابل - فذهبت فقدمنى - بعدما وقفت أمام الكاميرا" قائلاً:

" والآن مع الزميل خيري حسن الصحفى بصحيفة الوفد الذى سيحدثنا من موقع الحدث عن أسباب الصراع السياسي فى الحزب وهو يري - يقصدنى أنا - أن سببه ملف التوريث" وبدأت الكلام!

                     

انصب كلامى على هذه الفكرة - والتى أظنها كانت خطأ - وتركنى أقول ما أردت قوله.          

فى الساعة الحادية عشرة مساءً الليلة نفسها عرضت الجزيرة اللقاء وشاهده بالصدفه - فى قريتى - كفر أبو شهبة - محافظة بنى سويف - شمال الصعيد أحد أهالى القرية - وحسب ما علمت منه فيما بعد أنه صعق من كلامى فقام من بيته مسرعاً( جرى) حتى وصل إلى باب منزلنا وسط الظلام الدامس وقال:

" يا عم أبو جادالمولى - لقب أبى فى القرية - رحنا فى داهيه الليلة"!

-- خير يا محمد؟

-- "والخير هيجى منين؟..وخيري ابنك طلع فى قناة الجزيرة دلوقتى مع واحد اسمه حسين عبد الغنى وهاجم جمال مبارك شخصياَ"!

-- هز أبى رأسه ولم يهتم ثم قال:" يعم اقعد اشرب شاي معانا بلا وجع دماغ "! 

فرد عم جمعه أبو شحاته وكان جالساَ مع أبى بالصدفة:" يا ليله مش فايته...كده المركز - يقصد الشرطة - هتهد البلد على دماغنا الليلة أو الصبح بالكتير"!

                    

وانقضي صبح، وجاء بعده صبح، ولم يحدث أى شىء، ولم تنهد البلد فوق رؤوس ساكنيها، وكلما زرت القرية، وجلست مع جمعة أبو شحاته وجاءت سيرة هذه الليلة يقول:

" كان حسين أبو عبد الغنى هيوديك فى ستين داهية يا أفندى "! يقولها وهو يضحك بشدة. وبعد سنوات مات أبى.. ومات عم جمعة أبو شحاته.

                     

ليلة أمس ذهبت إلى(دار عين) للنشر والطبع بوسط القاهرة لحضور حفل توقيع كتاب ( طوفان الأقصى ) للكاتب والإعلامى الكبير حسين عبد الغنى ومن شدة الزحام( كان من بين الحضور حمدين صباحى وعبدالله السناوى وجمال فهمى وعمرو بدر وأحمد عاطف وماهر ضيف وغيرهم - وفى المترو قابلت صلاح عزازى - غادرت اللقاء مبكراَ...

وأثناء عودتى فى شارع طلعت حرب متجها للمترو - جلست على مقهى زهرة البستان ( كوباية الشاى أصبح سعرها 17 جنيه) فتذكرت ذلك اللقاء، وتلك الليلة، وجمعة أبو شحاتة.. وتساءلت بينى وبين نفسي لو كان حياَ يعيش بيننا اليوم..وعرف بحضورى هذا الحفل حتى أبارك للأستاذ حسين عبد الغنى على كتابه الجديد.. هل كان سيقول:

 "حسين أبو عبد الغنى ده هيوديك - ويودينى- فى 60 داهية يا أفندى"؟! 

 أَمْ كان سيشاركنى التهنئة ويقول له معى:

" مبروك الكتاب يا أستاذ حسين"؟! 

الصورة:

حسين عبد الغنى