الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب: من يشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة؟

Mar 19, 2025 - 21:27
الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب: من يشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة؟

مع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في مختلف أنحاء العالم، يتساءل كثيرون: هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟ ومن يمكن أن يكون الشرارة التي تشعل هذا الصراع المدمر؟ التهديدات النووية، الحروب الإقليمية، والتنافس الجيوسياسي بين القوى العظمى، كلها عوامل تجعل العالم أقرب إلى حافة الحرب أكثر من أي وقت مضى.

- بؤر التوتر العالمية

1. الصراع الروسي - الأوكراني والتوتر مع الناتو .

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، أصبح الصراع أحد أخطر الأزمات الدولية. الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، والتهديدات النووية المتبادلة، وزيادة الإنفاق العسكري لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، كلها عوامل تزيد من احتمالية تصعيد الصراع ليشمل قوى أخرى.

2. التوترات بين الصين وتايوان .

تعتبر الصين تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، فيما تدعم الولايات المتحدة استقلال الجزيرة بشكل غير رسمي. أي تحرك عسكري صيني لضم تايوان بالقوة قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين بكين وواشنطن، مما قد يشعل حربا تمتد إلى المحيط الهادئ وربما أبعد من ذلك.

3. الأوضاع في الشرق الأوسط.

الصراعات في الشرق الأوسط، خصوصًا التوتر بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى استمرار الحروب في سوريا واليمن، قد تؤدي إلى انفجار إقليمي واسع النطاق. إيران، التي تمتلك تحالفات قوية في المنطقة، قد تدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مما قد يدفع أطرافا أخرى للتدخل.

4. سباق التسلح النووي

عودة سباق التسلح النووي بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، والصين يثير المخاوف من استخدام هذه الأسلحة في أي صراع مستقبلي. فشل الاتفاقيات النووية مثل الاتفاق النووي الإيراني، وانسحاب الولايات المتحدة وروسيا من معاهدات الحد من التسلح، يعزز من مخاطر اندلاع حرب عالمية بأسلحة الدمار الشامل.

- من يشعل فتيل الحرب؟

لا يمكن حصر المسؤولية على طرف واحد، ولكن هناك عدة سيناريوهات قد تقود إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة:

أزمة غير متوقعة مثل هجوم إرهابي كبير أو إسقاط طائرة عسكرية قد يثير ردود فعل متسلسلة.

تصعيد غير محسوب كما حدث في الحرب العالمية الأولى، حيث بدأ الصراع باغتيال ولي عهد النمسا، ثم تحول إلى حرب عالمية.

خطأ عسكري أو تقني، مثل حادثة صاروخ نووي يطلق عن طريق الخطأ، قد يؤدي إلى مواجهة نووية كارثية.

- هل يمكن تجنب الحرب؟

على الرغم من تصاعد التوترات، إلا أن هناك جهودا دبلوماسية لاحتواء الأزمات ومنع اندلاع حرب عالمية. الحوار بين القوى الكبرى، تعزيز الاتفاقيات الدولية، وتجنب التصعيد العسكري، كلها عوامل قد تساعد في إبقاء العالم بعيدًا عن شبح الحرب الشاملة.

واخيرا : العالم يعيش في فترة من عدم الاستقرار، حيث تتشابك المصالح الجيوسياسية والعسكرية بشكل غير مسبوق. لكن يبقى السؤال الأهم : هل سيتحلى القادة السياسيون بالحكمة الكافية لتجنب الكارثة، أم أن العالم يسير نحو حرب لا يمكن إيقافها؟