نهى الشاذلي: الكتابة تتيح لي التحرر من أفكار تزعجني ومشاعر تثقلني

حوار: ياسمين مجدي عبده
كانت الكتابة عادتها منذ الصغر وكبرت معها الموهبة رويدًا رويدًا حتى أصبحت واحدة من أهم كاتبات هذا الجيل وليس هذا فقد قامت بترجمة بعض المؤلفات العالمية ...إنها الكاتبة نهى الشاذلي التي كان لنا معها هذا اللقاء.
لو أردنا التعرف عليك...هلا أخبرتنا شيئا عن بداياتك؟
أول كتاب نُشِرَ لي، نوڤيلا "أرواح شفافة" عام 2015. كانت أول خطوة نحو احتراف الكتابة، وقراري بأن تكون الكتابة طريقي.
هل كانت الكتابة جزء من عاداتك منذ الصغر أم ظهرت الموهبة مع مرور الوقت؟
عادتي منذ كنت صغيرة. كنت أكتب مذكراتي وأنا طفلة، مذكرات بسيطة أعبر فيها عن مشاعري تجاه ما يحدث حولي، تطورت الكتابات بمرور الوقت لأجرب نفسي في الخواطر، القصص، الشعر، بعد ذلك بدأت في كتابة الرواية.
من أول من كان يدعمك في مشوارك الأدبي؟
لا أحد يشجِّع على الكتابة كعمل جاد. كل من حولي كانوا معجبين بأسلوبي في الكتابة، أشادوا به منذ صغري، لكن كان عليّ أن أختار هذا الطريق بنفسي، حتى لو لم يشجعني على ذلك أحد. يُنظَر للكتابة غالبًا كهواية، شيء ترفيهي جانبي، وطبعًا غير مربحة. لكنني وجدت نفسي أكتب ولا أعيش بدون الكتابة.
كيف تختار مواضيع أعمالك؟ وأي من أنواع الأدب تفضل كتابته ولماذا؟
أكتب عما يشغلني، عن فكرة جاءت على بالي فجأة، شخصية ألهمتني، تجربة آلمتني، أكتب عن كل شيء وأي شيء أنفعل به. إذا جاز لي التصنيف؛ تشغلني الكتابات النفسية الاجتماعية، كل ما يشرِّح النفس الإنسانية، العلاقات الشخصية، ما بتعلق بعلم النفس والفلسفة وعلم الاجتماع.. تميل كتاباتي لذلك، وقراءاتي أيضًا.
ماهي مزايا النشر الورقي وعيوبه من وجهة نظرك؟
لو لم يكن هناك مزية للكتاب الورقي سوى البهجة التي يثيرها في نفس القارئ وهو يشم رائحة أوراقه ويضمه أينما ذهب لكان ذلك كافيًا. أحب الكتب الورقية واقتناءها وقراءتها على مهل. أما النشر فضروري لكل كاتب جاد يستحق أن تُقرأ أعماله وتجوب المعارض الدولية لتحظى بفرصة القراءة وليتعرف القُراء عليه. قد نعتبر أن نشر كل ما لا يستحق النشر عيب. لكن حتى نشر الكتب دون المستوى أراه ميزة، إذ يبروز ويُظهر العمل الجيد أكثر.
ما هي الفائدة التي تعود على الكاتب عندما يكون مترجمأ؟
لا فائدة، صدقيني. الترجمة شيء والكتابة شيء آخر. بل على العكس، أحيانًا كنت أتمنى أن أحترف إما الكتابة أو الترجمة وليس كليهما، لأن الترجمة تسرق من وقت الكتابة، والعكس صحيح. الترجمة أيضًا تُقيِّد أسلوب الكاتب بعض الشيء؛ فهو مُلزَم بكلمات ومصطلحات وألفاظ وتعبيرات محددة لا يمكنه الخروج عنها، لن يفيده هذا التقيُّد في عمله الإبداعي الخاص الذي يتطلب الحرية في التعبير والتجريب والتجديد والخروج عن المألوف. عندما أترجم كتابًا أحتاج لبعض الوقت كي أستطيع الكتابة بأسلوبي الخاص من جديد.
حدثنا عن عملك القادم؟
رواية أعمل على كتابتها منذ ما يقرب العامين، ورواية مترجمة.
كيف يمكن أن تواجه النقد المقدم لأعمالك؟
النقد من متخصصين مطلوب وضروري، وغيابه شيء غير صحّي بالمرة. أحب أن أستمع لانتقادات وملاحظات النقاد والقراء وأستشير مقربين ثِقة وأحاول التعرف على نقاط قوتي وضعفي في الكتابة. قيل لي أكثر من مرة أنني أتعلم بسرعة؛ لأنني أستمع بانتباه وأتجنب الأخطاء التي وقعت فيها من قبل. أقصد أنني لا آخذ النقد على محمل شخصي.
حدثينا عن لحظة فشل واجهتك وتم تحويلها لنجاح؟
لا أعرف بالضبط، لكن أحيانًا أشعر بعدم جدوى ما أفعله، يوم أو اثنين ويتلاشى هذا الإحساس، وأعود نشيطة أكثر من ذي قبل.
هل الكتابة تعد وسيلة من وسائل العلاج النفسي بالنسبة للكاتب؟
نعم، كأنني عندما أكتب، أتحرر من أفكار كانت تزعجني ومشاعر أرهقتني. كأنها خرجت من داخلي ولم تعد موجودة.. بعد الانتهاء من الكتابة أشعر بالخِفَّة.
لماذا اختفى الأدب الرومانسي في العصر الحالي في مقابل أدب الرعب والفانتازيا؟ وهل يمكن أن نرى فارس رومانسية جديد؟
الأدب الرومانسي موجود، ليس كل رائج ناجح؟
لكن لا شك أن البعض ينظرون للرومانسية بأنها كتابات تافهة، وهي فكرة مغلوطة. كبار وكتبوا روايات وقصص رومانسية خالدة. أعتقد أن هناك كتَّاب واعدين، وكتابات جيدة كثيرة.
ما بين كل تلك المهام على مدار ساعات اليوم ماهي هواياتك الأخرى ومتى تمارسينها؟
الرسم من ضمن هواياتي، للأسف لا وقت له. أرسم كل سنة لوحة واحدة، أو كل عامين.