عبدالغفار: التمكين والتخطيط ركيزتان للتوازن السكاني المصري

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسكان، شارك الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، في جلسة حوارية شهدت نقاشًا ثريًا حول أهمية التخطيط الاستراتيجي وتمكين الشباب من أجل تحقيق توازن سكاني يعزز مسار التنمية المستدامة في مصر، وذلك بحضور اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والإعلامي أسامة كمال الذي أدار الجلسة.
وأكد الوزير أن التناول الجاد للقضية السكانية لا يمكن أن يظل حبيس الأرقام والإحصاءات، بل يتطلب رؤية شاملة تتكامل فيها جهود التعليم، والتمكين الاقتصادي، والثقافة، لافتًا إلى أن "كل ثانية يولد طفل جديد في مصر، وهو ما يمثل طاقة كامنة تحتاج إلى استثمار ذكي".
وشدد عبدالغفار على أن الإنسان هو محور عملية التنمية، قائلاً: "قضية السكان جزء لا يتجزأ من قضية بناء الإنسان المصري، التي تمثل أولوية في استراتيجية الدولة"، مثمنًا التعاون مع الأمم المتحدة وشركاء التنمية في دعم هذا الملف المحوري.
من جهته، أشار اللواء خيرت بركات إلى أن "لا تنمية دون تخطيط سكاني دقيق"، مستعرضًا نتائج "مسح الأسرة المصرية 2025"، الذي نفذه الجهاز بالتعاون مع وزارة الصحة، كأحد أبرز أدوات رسم السياسات السكانية، مشيرًا إلى أن عدد سكان مصر بلغ 107.8 مليون نسمة، مع استمرار ارتفاع معدلات المواليد في بعض محافظات الصعيد.
وأكد إيف ساسينرات، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن التراجع التدريجي في معدلات الإنجاب بمصر يُعد علامة على نجاح الجهود الوطنية، مشيدًا بمبادرة "بداية" التي أسهمت في دفع ملف الصحة والسكان إلى الأمام، مشيرًا إلى أن الشباب يمثلون مفتاح التحول نحو مجتمع أكثر توازنًا وعدالة.
كما أثنت الدكتورة إلينا بانوفا، منسقة الأمم المتحدة في مصر، على الخطوات العملية التي تتبناها مصر في مواجهة التحديات السكانية، مؤكدة أن "الابتكار المحلي في مواجهة قضايا السكان بات نموذجًا يحتذى".
وخلال الجلسة، استعرضت الدكتورة عبلة الألفي أبرز ملامح "الخطة العاجلة للسكان والتنمية"، مؤكدة تحسن المؤشرات خلال العام الجاري، إذ انخفض معدل الإنجاب الكلي إلى 2.41، وهو ما اعتبرته "ثمارًا مباشرة للسياسات الموجهة لتمكين الشباب، والحد من زواج القاصرات، وتحسين الخصائص السكانية".
واختُتمت الجلسة بتأكيد مشترك من كافة المشاركين على أن الطريق إلى تنمية مستدامة يمر عبر جسر من التخطيط الواعي والاستثمار في الإنسان، خاصة فئة الشباب، الذين يمثلون القاعدة الأوسع في البناء المجتمعي للمستقبل.