تغيير تكتيكي في الداخل الإسرائيلي تل أبيب تبدأ التراجع عن «حالة الطوارئ القصوى»

يونيو 18, 2025 - 19:43
تغيير تكتيكي في الداخل الإسرائيلي تل أبيب تبدأ التراجع عن «حالة الطوارئ القصوى»

كتبت: شروق حمدي مصطفى 

في تحول لافت على الأرض، بدأت السلطات الإسرائيلية مساء الأربعاء تنفيذ خطة لتخفيف تدريجي للقيود المفروضة على الجبهة الداخلية، بعد نحو أسبوع من التوترات غير المسبوقة مع إيران.

وجاء القرار، الذي أقره وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، كمؤشر على قراءة جديدة للمشهد الميداني، حيث انخفضت وتيرة الهجمات الإيرانية، وفق ما أشارت إليه تقارير استخباراتية وعسكرية.

وصرّح كاتس قائلاً: "نخوض معركة مستمرة، لكن لا يمكننا أن نبقى أسرى التهديد إلى ما لا نهاية... آن الأوان لاستعادة عجلة الحياة".

بحسب مصادر عسكرية، فإن التحول جاء بعد تراجع واضح في وتيرة الهجمات الجوية والصاروخية الإيرانية، ما دفع الجبهة الداخلية إلى إعادة تقييم مستوى التهديدات، وبالتالي السماح بتجمعات محدودة في مناطق مختلفة، ضمن ما وصف بـ"عودة محسوبة للروتين".

وتم تحديد عدد التجمعات في المناطق المفتوحة بـ30 فردًا، وفي بعض المرافق المغلقة حتى 100 شخص، شرط توافر ملاجئ آمنة. في المقابل، لا تزال المدارس الحكومية مغلقة، باستثناء بعض مؤسسات التعليم الخاص التي قد تُستأنف بشكل جزئي.

الضرر أقل من المتوقع المثير للاهتمام أن البيانات الرسمية تشير إلى أن الهجمات الإيرانية، رغم كثافتها، لم تُحدث الأثر الذي خشيته إسرائيل في البداية. فمن بين أكثر من 400 صاروخ تم إطلاقها، لم يصل إلى المناطق المدنية سوى أقل من 30، فيما تم اعتراض معظم الطائرات المسيرة قبل دخول الأجواء.

وبلغ عدد القتلى 25 شخصًا فقط، فيما أُصيب نحو 600 آخرين، وهي أرقام اعتبرتها المؤسسة العسكرية "ضمن حدود السيطرة" مقارنة بالسيناريوهات الأسوأ التي جرى التحضير لها.

وأكدت مصادر مطلعة أن أحد مفاتيح هذا التراجع يعود إلى الضربات الإسرائيلية المسبقة التي استهدفت بنجاح 40% من مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية، ومراكز تنسيق الهجمات الإيرانية.

وأوضحت مصادر الجبهة الداخلية أن الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت نمطًا مختلفًا من الهجمات، يتمثل في عدد أقل من الصواريخ، بدقة أقل، وبتنسيق أضعف، مما يشير إلى ارتباك داخل وحدات التنفيذ الإيرانية.

التحذير قائم ورغم هذه التطورات، لم تُنهِ إسرائيل حالة التأهب بالكامل، إذ لا تزال القيادات العسكرية تتعامل مع الموقف على أنه "قابل للتقلب"، خاصة في ظل تهديدات صدرت من طهران بالرد في حال استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقعها الحيوية.