أفضل الطرق لحماية صحة القلب والدماغ أثناء نوبات العمل الليلية

كتبت: أمنية شكري
دراسة جديدة توضح أهمية توقيت الوجبات في تقليل خطر أمراض القلب للعاملين بنظام المناوبات
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications أن تقييد تناول الطعام خلال ساعات النهار فقط قد يساعد العاملين بنظام العمل الليلي في الحفاظ على وظائف القلب والأوعية الدموية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
تؤكد هذه النتائج الدور الحيوي الذي يلعبه توقيت الوجبات في تنظيم الساعة البيولوجية وتحسين صحة القلب والدماغ لدى الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية.
العلاقة بين نوبات العمل الليلية وصحة القلب
يعمل حوالي 15% من سكان الدول المتقدمة في نوبات ليلية، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية(CVD). ويرتبط هذا الخطر بحدوث خلل في الساعة البيولوجية نتيجة التداخل بين دورة النوم الطبيعية والجهاز المركزي لتنظيم الإيقاع الحيوي. هذا الخلل يؤدي إلى اضطرابات في الوظائف القلبية والتمثيل الغذائي.
تسلط الدراسة الجديدة الضوء على عامل مهم غالبًا ما يُغفل عنه: توقيت تناول الطعام. فقد أثبتت بعض الدراسات أن تناول الطعام خارج أوقات النهار يزيد من خطر الأمراض القلبية، مما يجعل هذا العامل محوريًا في تحسين صحة العاملين بنظام النوبات.
تفاصيل الدراسة: كيف أجريت التجربة؟
أجرى باحثون تجربة علمية شارك فيها 19 شخصًا (12 رجلًا و7 نساء)، بهدف محاكاة ظروف العمل الليلي وتأثير توقيت الوجبات. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
مجموعة التحكم الغذائي الليلي (NMC): تناولت الطعام في الليل والنهار، كما يفعل معظم العاملين في نوبات ليلية.
مجموعة النظام الغذائي النهاري (DMI): اقتصرت وجباتهم على ساعات النهار فقط.
تمت محاكاة العمل الليلي باستخدام بروتوكول دقيق يتضمن أربعة أيام عمل مدة كل منها 28 ساعة.
تقييم وظائف القلب وتأثير توقيت الطعام
تمت مراقبة وظائف القلب لدى المشاركين باستخدام مقاييس دقيقة مثل:
pNN50: نسبة الفواصل الطبيعية بين دقات القلب.
RMSSD: مقياس لتنوع ضربات القلب.
LF/HF: توازن الجهاز العصبي اللاودي والودي.
كما تم قياس مستويات الكورتيزول ومؤشر PAI-1 المرتبط بالتخثر والساعة البيولوجية.
النتائج:
انخفاض بنسبة 25.7% في pNN50 و14.3% في RMSSD لدى مجموعة NMC.
زيادة بنسبة 5.5% في LF/HF في نفس المجموعة.
ارتفاع مستويات PAI-1 بنسبة 23.9% بعد محاكاة العمل الليلي في مجموعة NMC.
لم تظهر هذه التغيرات في مجموعة DMI، بل سُجّل انخفاض في ضغط الدم بنسبة 6-8%.
فوائد تناول الطعام نهارًا للعاملين في النوبات الليلية
تؤكد الدراسة أن تناول الطعام نهارًا فقط، حتى أثناء العمل الليلي، يساعد في:
الحفاظ على تنظيم العصب المبهم للقلب.
تقليل اضطراب الساعة البيولوجية.
خفض مستويات عوامل التخثر وضغط الدم.
ويشير الباحثون إلى أن توقيت الطعام قد يكون أكثر تأثيرًا على صحة القلب من نوبات العمل نفسها.
توصيات مهمة للعاملين بنظام المناوبات
يتناول كثير من العاملين في نوبات العمل الليلية الطعام ليلًا ويتخطون الوجبات النهارية، أو يعتمدون على الوجبات السريعة والخفيفة. توصي الدراسة بـ: الالتزام بتناول الطعام خلال ساعات النهار فقط. وتجنب تناول الوجبات الرئيسية ليلًا. واعتماد تدخلات سلوكية قائمة على توقيت الطعام لتحسين الصحة القلبية.
هل تحتاج نتائج الدراسة إلى تأكيد؟
نعم. يوصي الباحثون بإجراء دراسات موسعة تشمل: عدد أكبر من المشاركين. ظروف عمل حقيقية مثل المناوبات المتغيرة أو الجداول غير المنتظمة. وذلك بهدف تأكيد فعالية هذه التوصيات وتطبيقها على نطاق أوسع.
خلاصة المقال
إذا كنت تعمل في نوبات ليلية وتبحث عن طرق فعالة لحماية قلبك ودماغك، فاحرص على تناول وجباتك في النهار فقط.
تشير الأدلة العلمية إلى أن توقيت الوجبة يلعب دورًا حاسمًا في تقليل اضطرابات الساعة البيولوجية والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.