ليلة الرماد في طهران: تصعيد مفاجئ يطيح بهدوء العاصمة

كتبت شروق حمدي مصطفى
لم تكن الليلة الماضية عادية في طهران، إذ تحولت الأحياء الشرقية والشمالية للعاصمة الإيرانية إلى مسرح لانفجارات متتالية هزت الأرض تحت أقدام السكان، في اليوم السادس من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل.
مع اقتراب منتصف الليل، اخترق صوت الانفجارات صمت المدينة، وتبعته أعمدة كثيفة من الدخان تصاعدت فوق المباني السكنية، وسط حالة من الذعر دفعت السكان إلى الاحتماء في الملاجئ أو الابتعاد عن النوافذ.
مصادر ميدانية تحدثت عن استهداف دقيق لمواقع يُعتقد أنها على صلة بالبنية التحتية الدفاعية والعسكرية الإيرانية، لا سيما في محيط مدينة كرج المتاخمة لطهران، حيث تم رصد تحليق مكثف للطائرات المقاتلة.
الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، أكد أن العملية جزء من "موجة منسقة" تستهدف ما وصفه بـ"مصادر التهديد المستمر"، مشيرًا إلى أن طائراته الحربية نفذت منذ بدء الحملة الجوية أكثر من ألف غارة، من بينها ضربات وجهت إلى منشآت داخل العاصمة الإيرانية.
ورغم أن السلطات الإيرانية لم تصدر بيانات رسمية، فإن مؤشرات ميدانية كشفت عن تفعيل منظومة الدفاع الجوي، وإغلاق عدد من الطرق الرئيسية تحسبًا لأي موجات قصف جديدة.
في السياق ذاته، رجحت مصادر أمنية أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يأتي ضمن استراتيجية لتقليص القدرات الهجومية الإيرانية، خاصة بعد تزايد إطلاق الصواريخ من مناطق مثل أصفهان، حيث أفادت تقارير بأن ما يقرب من 30 صاروخًا تم إطلاقها في موجتين خلال الساعات الماضية.
وتبقى المخاوف قائمة من أن تنزلق هذه المواجهة إلى مرحلة أعنف، لا سيما في ظل غياب أي إشارات للتهدئة، ووسط مؤشرات على استمرار الردود العسكرية المتبادلة بين الجانبين.