تعلق الشباب بكرة القدم : "ظاهرة تستحق التأمل"

Nov 22, 2024 - 11:07
تعلق الشباب بكرة القدم : "ظاهرة تستحق التأمل"

كتبت : أميرة الجارحي

كرة القدم ليست مجرد لعبة رياضية تُمارَس على المستطيل الأخضر، بل هي عشق يجري في عروق الملايين، وخاصة الشباب. إنها اللغة العالمية التي توحد الشعوب رغم اختلاف الثقافات، والملاذ الذي يهرب إليه الشباب من هموم الحياة وضغوطها.

الشباب وكرة القدم: شغف يتجاوز الحدود

بالنسبة للكثير من الشباب، كرة القدم ليست مجرد هواية بل أسلوب حياة. المباريات تصبح مناسبات عائلية، والأندية تتحول إلى رمز للهوية والانتماء. يذهب الشاب إلى الاستاد أو يتابع المباراة من خلف الشاشات بقلوب تخفق، وكأن النتيجة ستغير مجرى حياته.

لكن، لماذا هذا التعلق الكبير؟

الهوية والانتماء: كرة القدم تمنح الشباب شعورًا بالانتماء، سواء كان ذلك لنادٍ محلي مثل الأهلي أو الزمالك، أو لفريق عالمي مثل برشلونة أو باريس سان جيرمان.

الأبطال والقدوة: اللاعبون الكبار مثل محمد صلاح ونيمار يمثلون نماذج للنجاح والطموح، ما يجعل الشباب يرون فيهم ملهمين.

الفرصة للتعبير: الملاعب والاحتفالات بالمباريات تمنح الشباب فرصة للتعبير عن مشاعرهم بحرية وفرحة جماعية.

بين الشغف والإدمان

لكن هذا التعلق قد يتحول أحيانًا إلى إدمان. قد تجد شابًا يتأثر نفسيًا بخسارة فريقه المفضل، أو يعطل دراسته وعمله لمتابعة المباريات. وهنا تأتي الحاجة للتوازن، لأن كرة القدم في نهاية المطاف وسيلة ترفيهية وليست غاية بحد ذاتها.

كيف نوجه هذا الشغف؟

يمكن توظيف حب الشباب لكرة القدم بشكل إيجابي من خلال:

1. تشجيع الرياضة الفعلية: بدلًا من الاكتفاء بالمشاهدة، يمكن للشباب ممارسة كرة القدم لتحسين لياقتهم البدنية.

2. تعزيز الروح الرياضية: التوعية بأهمية تقبل الخسارة والابتعاد عن التعصب.

3. دمج الكرة بالعمل الاجتماعي: تنظيم فعاليات رياضية لدعم قضايا مجتمعية مثل محاربة الفقر أو نشر السلام.

ختامًا

تعلق الشباب بكرة القدم ليس مجرد جنون عابر، بل هو ظاهرة تعكس احتياجاتهم للشغف والانتماء. ومع التوجيه الصحيح، يمكن لهذا التعلق أن يصبح قوة إيجابية تساهم في بناء شخصية الشباب وتعزيز مجتمعاتهم.