القاهرة تتحدى واشنطن: لا تفاوض على حساب حقوق الفلسطينيين
![القاهرة تتحدى واشنطن: لا تفاوض على حساب حقوق الفلسطينيين](https://nabdalkhabar.com/uploads/images/202502/image_870x_67ac7c3717225.jpg)
كتب: مصطفى صلاح
في رسالة واضحة لا تقبل التأويل، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة حازمة إلى الإدارة الأمريكية: "لا زيارة لواشنطن إذا كانت خطة تهجير الفلسطينيين على جدول الأعمال". هذا الموقف الصارم يعكس رفض القاهرة القاطع لأي محاولة لتفريغ قطاع غزة من سكانه، في خطوة يعتبرها السيسي تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، ومساسًا بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وجّه دعوة مفتوحة للسيسي لزيارة واشنطن خلال اتصال هاتفي بينهما في الأول من فبراير، إلا أن مصادر أمنية أكدت أن السيسي لن يلبي هذه الدعوة إذا تضمنت المحادثات مناقشة خطة تهجير الفلسطينيين من غزة، والتي أثارت غضبًا عارمًا في العالم العربي.
وأكدت مصادر أمنية أن القاهرة ترفض تمامًا أي مقترحات تتعلق بتهجير الفلسطينيين عبر حدودها، وتعتبر هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. كما أشارت المصادر إلى عدم وجود أي خطط حالية لزيارة السيسي لواشنطن، موضحة أن الدعوة ما زالت دون توقيت محدد.
وفي موقف حاسم، شدد الرئيس السيسي على أن "ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني ظلم صارخ لن تشارك فيه مصر أبدًا. لن نتنازل بأي شكل عن الثوابت التاريخية للموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية".
وأكد السيسي رفض مصر القاطع لأي محاولات للتساهل مع فكرة تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن "الأمن القومي المصري خط أحمر لا يمكن المساس به".
وأوضح الرئيس المصري أن الحل العادل والدائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشددًا على أن "هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها".
وفي رسالة حازمة للمجتمع الدولي، أكد السيسي أن "ما يحدث في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 هو نتيجة مباشرة لفشل طويل الأمد في حل القضية الفلسطينية، وأن تجاهل جذور المشكلة أدى إلى تفجر الموقف مجددًا".
وأشار السيسي إلى أن مصر، بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة، بذلت جهودًا مضنية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشددًا على ضرورة السماح الكامل بمرور المساعدات الإنسانية لإنهاء الوضع الكارثي في القطاع، مع بدء مسار سياسي جاد لحل الأزمة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت أثارت فيه خطة ترامب، التي تتضمن تهجير أكثر من مليوني فلسطيني من غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، غضبًا عارمًا في العالم العربي. كما طلب ترامب من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم، وهو ما رفضته القاهرة بشكل قاطع.
وكانت مصر قد أكدت مرارًا وتكرارًا أنها لن تشارك بأي شكل من الأشكال في تهجير الفلسطينيين عبر حدودها، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا خطيرًا لأمنها القومي واستقرار المنطقة بأسرها.
ويظل موقف القاهرة حاسمًا وثابتًا: لا زيارات لواشنطن ولا محادثات إذا كان جدول الأعمال يشمل أي مقترحات لتهجير سكان غزة.