إسرائيل تواجه مأزق البحر الأحمر: خطط متعددة لردع الحوثيين وسط تعقيدات غزة وطهران

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في تطور لافت يعكس حجم القلق الإسرائيلي من التهديدات القادمة من جنوب شبه الجزيرة العربية، تدرس تل أبيب عدة مسارات محتملة للتعامل مع الهجمات المتكررة التي تشنها جماعة الحوثي في اليمن، والتي باتت تستهدفها بصواريخ وطائرات مسيّرة منذ تصاعد الحرب في قطاع غزة.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن صناع القرار في إسرائيل لا يخفون انزعاجهم من استمرار تلك الضربات، رغم كونها بعيدة جغرافيًا، لكنها ترهق حسابات الأمن القومي وتضع الجيش في حالة تأهب مستمرة.
ثلاثة محاور محتملة قيد الدراسة
تشير المعطيات إلى أن هناك ثلاث آليات يجري بحثها في دوائر صنع القرار الإسرائيلية، تشمل:
1. مسار التهدئة السياسية: عبر تفاهم غير مباشر مع حركة حماس أو وساطة أطراف على صلة بإيران، يُفضي إلى تهدئة تشمل وقف الهجمات من اليمن.
2. تصعيد عسكري منضبط: بمشاركة سلاح الجو الإسرائيلي وربما دعم استخباراتي أو لوجستي من حلفاء دوليين لضرب مواقع استراتيجية للحوثيين دون الانجرار إلى حرب مفتوحة.
3. دفع الحكومة اليمنية للتحرك: محاولة تحفيز القوى اليمنية المناهضة للحوثيين للعب دور مباشر، رغم إدراك تل أبيب ضعف هذا السيناريو في ظل حالة الانقسام والتعقيد على الساحة اليمنية.
رهان هش على إنهاء الحرب في غزة
مصدر إسرائيلي رفيع أفاد بأن "الربط بين إنهاء الحرب على غزة وتوقف الهجمات الحوثية قد يكون منطقيا على الورق، لكنه لا يمنحنا ضمانات طويلة الأمد"، مضيفا أن "الحوثيين ليسوا جهة يمكن التنبؤ بتحركاتها، بخلاف حزب الله مثلا".
وقد شهدت فترات الهدنة المؤقتة توقفًا نسبيًا في هجمات الحوثيين، ما يعزز فرضية ارتباطها مباشرة بتصعيد غزة، لكنّ القلق يظل قائمًا من عودتها حال نشوب مواجهات في مناطق أخرى كالضفة أو القدس.
إيران في المشهد الخلفي
التحليلات الإسرائيلية لا تغفل العامل الإيراني، باعتبار الحوثيين جزءًا من معادلة النفوذ الإقليمي لطهران. ويرى بعض المراقبين أن أي تفاهم أميركي – إيراني مستقبلي قد ينعكس على سلوك الحوثيين، وإن كانت التوقعات حذرة، لغياب ما يضمن امتثالهم الكامل لأي اتفاق.
ختامًا، يبدو أن إسرائيل تجد نفسها مضطرة للموازنة بين الردع العسكري والانخراط السياسي، في وقت تزداد فيه خيوط المواجهة تشابكًا من غزة إلى صنعاء، مرورًا بطهران، بينما البحر الأحمر يتحول من ممر تجاري إلى ساحة توتر متجددة.