مصر تجذب أنظار المستثمرين الفرنسيين.. لقاء بين وزير الاتصالات ووفد "«ميديف» لتعزيز الشراكة الرقمية

كتب: مصطفى صلاح
في خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة الاقتصادية بين مصر وفرنسا، التقى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بوفد رفيع المستوى من جمعية رجال الأعمال الفرنسية "ميديف الدولية" (MEDEF)، برئاسة ووتر فان ويرش، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" ورئيس البعثة الفرنسية. يأتي هذا اللقاء في إطار زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، وما تحمله من دلالات استراتيجية نحو دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والاتصالات.
شهد اللقاء مناقشات موسّعة تناولت فرص جذب استثمارات فرنسية جديدة إلى قطاع الاتصالات المصري، في ظل ما يتمتع به السوق المصري من مزايا تنافسية ومقومات نمو قوية. وعبّر الوزير عمرو طلعت عن حرص الدولة المصرية على فتح قنوات تعاون جديدة مع كبرى الشركات الفرنسية، خاصة في مجالات تعهيد الخدمات الرقمية، وتصدير تكنولوجيا المعلومات، وتنمية الكفاءات البشرية المؤهلة.
وأشار الوزير إلى أن مصر تحتضن أكثر من 180 شركة عالمية في مجال التعهيد، تدير ما يزيد على 200 مركز خدمات، مما يعكس ثقة المجتمع الدولي في البيئة التكنولوجية المصرية. كما أوضح أن الوزارة تنفذ استراتيجية شاملة ترتكز على التحول الرقمي وبناء القدرات ودعم الابتكار، مدعومة بإطار تشريعي محفز وبنية تحتية رقمية آخذة في التطور السريع.
وكشف الدكتور طلعت عن أن قطاع الاتصالات يعد الأسرع نمواً في الاقتصاد المصري للعام السادس على التوالي، محققاً معدل نمو بلغ 16.3%، ومساهمة في الناتج المحلي الإجمالي وصلت إلى 6% مقارنة بـ3.2% في عام 2018. كما حافظت مصر على صدارة القارة الأفريقية في متوسط سرعة الإنترنت الثابت، واحتلت موقعاً متقدماً ضمن التصنيف العالمي للحكومة الرقمية منذ عام 2022.
وسلط الوزير الضوء على الطفرة التي يشهدها مجال التدريب وبناء القدرات، حيث قفز عدد المتدربين من 4 آلاف شاب عام 2018 إلى 500 ألف مستهدف خلال العام الجاري، ضمن مبادرات "مراكز إبداع مصر الرقمية" التي تنتشر في مختلف المحافظات، بهدف احتضان المواهب وتحفيز الابتكار التكنولوجي.
الاجتماع شهد أيضاً عروضاً تقديمية من قيادات الوزارة، حيث استعرض المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة "إيتيدا"، المزايا التنافسية التي تجعل من مصر وجهة مفضلة لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات، مشيداً بتنوع الخدمات وكفاءة العاملين المصريين. كما قدمت المهندسة شيرين الجندي عرضاً لرؤية "مصر الرقمية"، التي تسعى لتقديم خدمات حكومية إلكترونية متطورة، وتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية.
الحوار شهد تفاعلاً كبيراً من الجانب الفرنسي، الذي أعرب أعضاؤه عن إعجابهم بكفاءة الشباب المصري وتجارب النجاح التي تحققت في السوق المحلي، معربين عن رغبتهم في توسيع أنشطتهم الاستثمارية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الاتصالات المصري.
حضر اللقاء عدد من قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من بينهم المهندس محمود بدوي، والدكتورة هدى بركة، والسفير خالد طه، والأستاذة سماح عزيز، الذين شاركوا في إثراء النقاش وتقديم مداخلات فنية حول المشروعات القائمة والرؤى المستقبلية.