لأول مرة.. أم كلثوم في عرض مونودرامي من إنتاج فرقة المسرح المصري

كتبت : ميادة خطاب
في خطوة فنية جريئة وغير مسبوقة، قدّمت فرقة المسرح المصري العرض المسرحي الجديد «الست»، من تأليف وإخراج الفنان ناصر عبدالحفيظ، وبطولة النجمة نهلة خليل، احتفاءً بذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم. العرض جاء ضمن فعاليات مونديال المسرح المغاربي للمونودراما، الذي أُقيم في مدينة البيضاء الليبية، وحقق صدى واسعًا بين النقاد والجمهور، المحلي والعربي على حد سواء.
وفي أول تعليق له عقب النجاح الكبير الذي حققه العرض، قال المخرج ناصر عبدالحفيظ:
«كنت شديد الدهشة لأن المسرح المصري، رغم تاريخه العريق، لم يتطرق يومًا لتقديم أم كلثوم كمادة مسرحية درامية متكاملة. اقتصر التناول السابق على تقديم أغنياتها فقط، دون الغوص في محطات حياتها وتجربتها الفنية.»
وأضاف:
«فخور بأن تكون فرقة المسرح المصري هي صاحبة السبق في تقديم هذا العرض ضمن تجربة المسرح الثري، التي تعتمد على الأداء الصوتي والجسدي بعيدًا عن الديكورات والإكسسوارات المعتادة. نحن ندرك أن تجارب مشابهة قد تتبعنا لاحقًا، لكن ستبقى الخطوة الأولى والأكثر تميزًا مسجلة باسمنا.»
عرض غير تقليدي.. وتفاعل استثنائي
العرض المسرحي اعتمد بالكامل على أداء الفنانة نهلة خليل، التي سردت عبر ستة مشاهد درامية الحكاية الفنية والعاطفية بين أم كلثوم والموسيقار بليغ حمدي، متداخلة مع أداء غنائي حي لـ 11 عملًا من أبرز ما جمع بينهما. وقد أثار أسلوب السرد والحضور المسرحي المتقن تفاعلًا استثنائيًا من الجمهور والنقاد.
كما شارك في العمل الفنان إسلام ماكي والفنانة ميادة يحيى كمساعدي إخراج، وتولى الفنان أحمد رحومة مهمة التنفيذ الإخراجي، بينما قدمت المصممة نجلاء فتحي كتيبًا توثيقيًا لمحطات نجاح الفرقة برعاية «مدارس خطوات التقدم».
المسرح الثري.. مشروع مسرحي نوعي
يُعد عرض «الست»جزءًا من مشروع «المسرح الثري»، وهو سلسلة من العروض التي تنتجها فرقة المسرح المصري بقيادة ناصر عبدالحفيظ، وتهدف إلى تقديم تجربة مسرحية تعتمد على التمثيل الحي، دون الاعتماد على عناصر مسرحية تقليدية، ما يعيد الجمهور إلى جوهر الأداء الفني.
وتشمل الخماسية المسرحية للفرقة أيضًا: "وجوه"، "متجوزين واللا..!؟"، «الجوازة باظت»، و«بليغ والست»، في محاولة لدمج الفن بالثقافة، وتنشيط السياحة من خلال عروض نوعية مختلفة.
لحظة إنسانية مؤثرة
تزامن عرض «الست»مع الاحتفال بعيد ميلاد بطلة العرض نهلة خليل، مما أضفى على المناسبة طابعًا إنسانيًا مؤثرًا، وصفه الحضور بأنه «لحظة أسطورية»أكملت المشهد الفني، لتصبح تجربة «الست» نموذجًا مسرحيًا يحتذى به في الوطن العربي.