كيف تعزز الرموش البشرية تصريف المياه؟
كتبت: أمنية شكري
طوال فترة التطور البشري، كان هناك تضاءل ملحوظ في شعر الجسم وشعر الوجه، ولكن لا تزال الرموش سمة بارزة. لطالما كان الاستخدام الفسيولوجي أو الوظيفي للرموش -الذي يُعتقد تقليديًا أنه لأشياء مثل: امتصاص الغبار أو تصفية الهواء - مثيرًا للجدل. ومع ذلك قام فريق من الباحثين الصينيين مؤخرًا بتوضيح خصائص الرموش البشرية.
أظهرت دراستهم أن الرموش تتكون من مصفوفات ألياف طاردة للمياه ومنحنية ومرنة، وتمتاز بأسطح دقيقة شبيهة بالشوك وانحناءات مجهرية مقاربة لمنحنى"براشستوكرون". تسمح هذه البنية للرموش بتصريف السوائل المتدفقة بسرعة وبشكل اتجاهي للحفاظ على وضوح الرؤية.
إن المزايا الهيدروديناميكية للرموش -وخاصة قدرتها على تصريف السوائل غير المرغوب فيها من العين للحفاظ على وضوح الرؤية- لم تلق سوى القليل من الاهتمام. على سبيل المثال أثناء غسل الوجه أو تصبب العرق أثناء ممارسة النشاط البدني الشاق، يمكن أن تتعرض العين لكميات كبيرة من المياه أو العرق دون المساس بالرؤية الواضحة.
أجرى الدراسة التي نُشرت في عدد 20 ديسمبر من مجلة Science Advances، البروفيسور جيانغ لي وفريقه في معهد الفيزياء والتكنولوجيا الكيميائية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. ويهدف فريق البحث إلى دراسة التفاعل بين الماء ومصفوفات الألياف المرنة للرموش. وقد وصفوا أولاً بنية الرموش البشرية وقابليتها للبلل وعمليات التصريف. واستكشفوا بعد ذلك كيف تؤثر مرونة مصفوفات الألياف وقابليتها للبلل وانحناءها على عملية التصريف.
واستنادًا إلى النتائج التي توصلوا إليها، كشف الباحثون عن الآليات التي تتحكم من خلالها البنية غير المتماثلة متعددة النطاقات لمصفوفات الألياف والتحول المرن غير المتجانس في اتجاه النقل ووقت التلامس. كما طوروا نموذجًا حسابيًا كميًا لحساب القوى المرنة المؤثرة على مصفوفات الألياف. وقد أدت هذه الدراسة أيضًا إلى تصميمات تحاكي حواف نقل السوائل السريعة للرموش، بما في ذلك الرموش الصناعية الجمالية والواقية وأجهزة التصوير المقاومة للماء والهياكل ذات التهوية. وقد تم تمويل هذه الدراسة من خلال "صندوق العلماء الشباب الممتازين" و"صندوق العلماء الشباب للمؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية".
المصدر: Science Advances
https://www.ebiotrade.com/newsf/2024-12/20241221054035448.htm