تحركات أميركية غامضة في المحيط الهادئ.. قاذفات «B-2» في مهمة غير معلنة وسط تصاعد التوتر الإيراني

كتبت: شروق حمدي مصطفى
في تطور لافت على مسرح الأحداث المتوترة في الشرق الأوسط، رصدت أنظمة الملاحة الجوية تحركًا غير معتاد لقاذفات أميركية من طراز B-2 Spirit، والتي غادرت قاعدة "وايتمان" الجوية بولاية ميزوري في اتجاه قاعدة "أندرسن" الجوية بجزيرة غوام، دون إعلان رسمي عن طبيعة المهمة.
التحرك، الذي التزمت وزارة الدفاع الأميركية الصمت حياله حتى الآن، يأتي في توقيت حساس يتزامن مع تصاعد التصريحات العدائية بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف متزايدة من أن تشهد المرحلة المقبلة ضربة استباقية تستهدف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية.
وتُعد القاذفة "B-2" أحد أخطر الأسلحة في الترسانة الأميركية، لقدرتها على حمل القنبلة الخارقة للتحصينات "GBU-57"، والتي تُعرف باسم "أم القنابل"، بوزن يقارب 30 ألف رطل، وهي القنبلة الوحيدة القادرة على اختراق المنشآت النووية المدفونة داخل الجبال، مثل "فوردو"، الواقعة جنوب العاصمة الإيرانية طهران.
ورغم الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيرانية في العمق، تبقى "فوردو" بعيدة المنال عسكريًا بالنسبة لتل أبيب، التي لا تمتلك التقنية أو الذخيرة اللازمة لاختراقها، مما يعيد الكرة إلى ملعب واشنطن، وسط تساؤلات متزايدة: هل تتجه الولايات المتحدة نحو توجيه ضربة نوعية ضد المشروع النووي الإيراني؟
المثير للانتباه، أن مصادر استخباراتية غربية تحدثت عن نشاط مكثف في محيط منشأة "فوردو"، وسط حالة استنفار واضحة داخل وحدات الدفاع الجوي الإيراني، في مشهد يشي بأن طهران تترقب سيناريو تصعيد واسع قد يشعل المنطقة.
وفي حين تؤكد تقارير أن القاذفات قد تنخرط في تدريبات بعيدة عن الشرق الأوسط، فإن توقيت التحرك، مع السكون الإعلامي الرسمي، يفتح الباب واسعًا أمام احتمالات دخول أميركي مباشر على خط المواجهة النووية، خصوصًا في ظل غياب أدوات الردع التقليدية لدى حلفاء واشنطن في المنطقة.
المرحلة المقبلة قد تحمل في طياتها متغيرًا استراتيجيًا جوهريًا، خاصة إذا ما حسمت واشنطن خيارها بشأن "فوردو"، المنشأة التي ظلت طويلاً خارج مرمى النيران.