بوسترات دراما رمضان 2025 هل فقدت الإبداع بسبب الذكاء الاصطناعي؟

Feb 8, 2025 - 16:59
Feb 8, 2025 - 17:12
بوسترات دراما رمضان 2025 هل فقدت الإبداع بسبب الذكاء الاصطناعي؟

كتبت: أميـرة الجارحي 

مع اقتراب الموسم الرمضاني 2025، بدأ نجوم الفن في الترويج لأعمالهم الدرامية التي ستتنافس خلال الشهر الكريم، حيث يشهد هذا العام تنوعًا في المحتوى بين التشويق، الأكشن، الكوميديا، والدراما الصعيدية. لكن اللافت للانتباه هو الجدل الكبير الذي أثارته بوسترات المسلسلات، إذ لاحظ الجمهور تكرارًا واضحًا في تصميماتها، حيث يتصدر النجم الرئيسي البوستر بحجم كبير، بينما تظهر باقي الشخصيات بحجم أصغر، وهو ما دفع البعض لاتهام المصممين بعدم الابتكار، فيما رأى آخرون أن الذكاء الاصطناعي هو السبب وراء هذا التشابه الكبير.

تشابه التصميمات.. تكرار أم أسلوب تسويقي؟

على مدار السنوات الماضية، كانت البوسترات الرسمية للأعمال الدرامية تلعب دورًا كبيرًا في جذب الجمهور وإثارة الحماس للمسلسل، لكن هذا العام جاء الأمر مختلفًا، حيث لاحظ المتابعون أن غالبية البوسترات تحمل نفس الفكرة البصرية، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى تكرار التصاميم وما إذا كان ذلك يؤثر على عنصر الجذب والتشويق.

بوسترات المسلسلات الأكثر جدلًا

1. مسلسل "سيد الناس"

بطولة الفنان عمرو سعد، حيث تصدر البوستر الرسمي للمسلسل بحجم كبير، بينما ظهرت باقي الشخصيات بأحجام أصغر. العمل يضم نخبة من النجوم مثل ريم مصطفى، أحمد زاهر، أحمد رزق، إلهام شاهين، إنجي المقدم، خالد الصاوي، نشوى مصطفى، رنا رئيس، ملك أحمد زاهر، وغيرهم، وهو من تأليف خالد صلاح وإخراج محمد سامي.

2. مسلسل "فهد البطل"

يأتي هذا العمل من بطولة أحمد العوضي، الذي ظهر متصدرًا البوستر الرسمي، فيما جاءت باقي الشخصيات بحجم أصغر. المسلسل ينتمي إلى الدراما الصعيدية الشعبية ويشارك فيه ميرنا نور الدين، محمود البزاوي، حمزة العيلي، كارولين عزمي، عصام السقا، صفوة، أحمد عبدالعزيز، وصفاء الطوخي، وهو من تأليف محمود حمدان وإخراج محمد عبدالسلام.

3. مسلسل "حكيم باشا"

لم يختلف بوستر هذا المسلسل عن غيره، إذ ظهر مصطفى شعبان بحجم كبير في مقدمة التصميم، بينما ظهرت بقية الشخصيات في الخلفية. العمل يضم دينا فؤاد، سهر الصايغ، رياض الخولي، سلوى خطاب، منذر رياحنة، وأحمد فؤاد سليم، وهو من تأليف محمد الشواف وإخراج أحمد خالد أمين.

4. مسلسل "منتهى الصلاحية"

مسلسل آخر يتبع نفس النهج في تصميم البوستر، حيث تصدره محمد فراج بينما جاءت الشخصيات الأخرى بحجم أصغر. المسلسل من بطولة ياسمين رئيس، هنا شيحة، هبة مجدي، دنيا ماهر، محمود الليثي، وسامي مغاوري، وهو من تأليف محمد هشام عبية وإخراج تامر نادي، ويتكون من 15 حلقة.

5. مسلسل "جريمة منتصف الليل"

البوستر الرسمي لهذا العمل جاء مشابهًا أيضًا، حيث تصدرت الفنانة رانيا يوسف المشهد بحجم كبير، بينما توزعت باقي الشخصيات بأحجام أصغر. المسلسل من بطولة أحمد عبدالعزيز، صلاح عبد الله، محمد عز، حسني شتا، ملك قورة، ميار الغيطي، إلهام عبد البديع، وهو من تأليف محمد الغيطي وإخراج عصام شعبان.

6. مسلسل "الكابتن"

آخر المسلسلات التي تبنت نفس الأسلوب في التصميم هو مسلسل "الكابتن"، حيث ظهر أكرم حسني بحجم ضخم على البوستر، مع شخصيات أخرى بأحجام أصغر. المسلسل يشارك فيه سوسن بدر، ميمي جمال، رحمة أحمد فرج، محمد رضوان، سامي مغاوري، وهو من تأليف عمرو الدالي وإخراج معتز التوني، ويتكون من 15 حلقة.

هل الذكاء الاصطناعي هو السبب؟ رأي المصممين والخبراء

ردًا على الجدل المثار، صرح مصمم البوسترات الشهير خالد فضة بأن هذه التصميمات لا تفتقر للإبداع كما يعتقد البعض، موضحًا أن تصدر النجم للبوستر هو بروتوكول عالمي وليس أمرًا جديدًا. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة رئيسية يستخدمها المصممون في تنفيذ البوسترات، لكنه لا يمكنه القيام بكل شيء بمفرده، حيث يبقى دور المصمم البشري أساسيًا في اتخاذ القرارات النهائية المتعلقة بالشكل العام والتفاصيل الفنية.

أما المصمم محمد خالد، الذي عمل على تصميم بوسترات "حكيم باشا" و"الكابتن"، فقد أكد أن التشابه بين البوسترات يعود إلى طلبات شركات الإنتاج ورؤية النجم نفسه، وليس فقط إلى المصممين. وأضاف أن النجوم الكبار عادةً ما يصرون على أن يكونوا في مقدمة البوستر، وهو ما يحد من حرية المصمم في ابتكار أفكار جديدة.

رأي النقاد: الدعاية أم الإبداع؟

من جانبها، علقت الناقدة خيرية البشلاوي على هذا الجدل قائلة إن تصدر النجم الرئيسي للبوستر هو أمر طبيعي في الدراما، لأن شركات الإنتاج تعتمد عليه لجذب الجمهور. وأوضحت أن التصميمات ليست هي المشكلة، بل الأهم هو المحتوى الذي ستقدمه هذه الأعمال، مؤكدة أن البوسترات ليست سوى أداة تسويقية، بينما الحكم الحقيقي يجب أن يكون بعد عرض المسلسلات ومشاهدة الأداء التمثيلي والقصة الدرامية.

رغم التشابه الكبير في تصميمات البوسترات، يبقى السؤال الأهم: هل سينعكس هذا التكرار على جودة الأعمال الدرامية نفسها؟ أم أن الموسم الرمضاني سيحمل مفاجآت درامية قوية تتجاوز ما أظهرته الدعاية البصرية؟ الجمهور وحده سيكون الحكم في النهاية، ومع انطلاق السباق الرمضاني، ستتضح الصورة كاملة.