"أيام موشا".. رحلة إلى تراث صعيد مصر في معرض الكتاب 56

يناير 21, 2025 - 18:29
يناير 21, 2025 - 18:30
"أيام موشا".. رحلة إلى تراث صعيد مصر في معرض الكتاب 56

صدر حديثًا عن دار غراب للنشر والتوزيع كتاب "أيام موشا.. حكاية قرية من صعيد مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين"، للكاتب الصحفي منتصر سعد نجيب، مدير تحرير جريدة الوفد. يُطرح الكتاب ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، والذي ينطلق في 23 يناير الجاري بصالة 1 جناح B24.

نظرة على محتوى الكتاب

يأخذنا الكتاب في رحلة تراثية تستعرض تفاصيل الحياة في قرية موشا، إحدى كبرى قرى محافظة أسيوط، خلال فترة السبعينيات وقبل دخولها عصر الحداثة والانفتاح الاقتصادي. يقع الكتاب في 296 صفحة مقسمة على 39 فصلًا، ويصف تلك الفترة بـ"زمن التعب والضحك"، حيث امتزجت بساطة الحياة بترابطها الاجتماعي، بعيدًا عن صخب التكنولوجيا الحديثة.

محاور الكتاب

يركز المؤلف على كافة جوانب حياة القرية:

الزراعة: من جني القطن والقمح، إلى أدوات الحصاد التقليدية مثل "النورج" و"المدراة"، مع استعراض الفلكلور الشعبي المرافق لهذه العمليات.

الاحتفالات: مظاهر الاحتفال بمولد الشيخ عبد الفتاح الموشي، والشيخ بكر، والشهيد مار بقطر شو، إضافة إلى احتفالات الأعياد الدينية مثل عيد الأضحى، شهر رمضان، وأحد السعف.

الحياة اليومية: وصف تفصيلي لسوق الماشية، "السويقة"، والطاحونة، إلى جانب المناسبات الاجتماعية كالسبوع والطهور والجنازات.

الكتاب يُبرز أيضًا دور المرأة الصعيدية، التي وصفها الكاتب بالقوية التي لا تعرف الراحة، مسلطًا الضوء على دورها في الحياة اليومية بالقرية.

لمسة شخصية

تميزت الفصول بعناوين جذابة تستحضر تفاصيل تلك الحقبة وكأنها مشاهد حية، مثل:

"مات سيد السقا فعرفت الفواتير الحكومية"

"اللمبة الجاز وأخواتها شمس الليل داخل منازل قريتنا"

"الفرن البلدي وعم زعنون المهندس الفرعوني"

"ليالي السمر.. حواديت قتلها اختراع الراديو"

ينتهي الكتاب بفصل "وتغيرت موشا"، حيث يعرض الكاتب مظاهر التحول في القرية مع دخول التكنولوجيا، وتجريف الأراضي الزراعية لصناعة الطوب، إيذانًا بنهاية عصر القرية التقليدية.

تجربة فريدة

أكد المؤلف أن كتابه يختلف عن دراسات المستشرقين التي اكتفت بالمراقبة من الخارج، حيث يقدم تجربة معايشة حقيقية للقرية، بكل تفاصيلها التي عاشها وشارك فيها، ليكون الكتاب شهادة أصيلة عن تلك الفترة.

"أيام موشا" ليس مجرد كتاب عن الماضي، بل هو دعوة لاستعادة القيم والتقاليد التي صنعت نسيج المجتمع الصعيدي في زمن البساطة.