عصام شعيب يكتب: بتوقيع المخرج ناصر عبدالحفيظ وبطولة نهلة خليل.. أم كلثوم تعود علي المسرح والجمهور يهتف عظمة علي «عظمة ياست»

May 20, 2025 - 14:19
May 20, 2025 - 14:21
عصام شعيب يكتب: بتوقيع المخرج ناصر عبدالحفيظ وبطولة نهلة خليل.. أم كلثوم تعود علي المسرح والجمهور يهتف عظمة علي «عظمة ياست»

أم كلثوم علي المسرح .. في واحدة من أقوى لحظات المونديال المغاربي للمسرح الذي أقيم بمدينة البيضاء في ليبيا خطفت فرقة المسرح المصري الأضواء من خلال عرضها البديع لمسرحية “الست " الذي جاء ضيفا شرفيا للمهرجان 

المسرحية أعادت إلى أذهان الحضور صورة الفن العربي الأصيل، وأكدت أن مصر ما زالت، وستبقى، حاضنة الفنون ومهد الإبداع.

كنت قد كتبتُ سابقًا في صحيفة المونديال عن فعاليات المهرجان والفرق المشاركة، وما تمثله هذه الدورة من أهمية في تعزيز أواصر العمل الفني والثقافي بين دول المغرب العربي وباقي الأقطار العربية. أما اليوم، فأكتب من موقع المتفرج المتأثر، لا من موقع الراصد الصحفي.

مسرحية الست نالت إعجابي وإعجاب الحضور بشكل لافت ومدهش وثري حتى إنني بالغت في التصفيق، ما أثار امتعاض زميلي الجالس إلى جانبي، الذي لم يتردد في تكرار جملته: “ممنوع التصفيق في مسرح المونودراما!”

عظمة علي عظمة ياست

امتثلت لرغبته، لكنني لم أتمكن من كبح مشاعري، فصرخت من أعماقي: “عظمة على عظمة يا ست!”، في تحية حارة للفنانة الرائعة نهلة خليل، التي بصوتها الدافئ وأدائها المذهل، أخذتنا في رحلة سحرية إلى زمن الفن الجميل.

كان أداء نهلة خليل أكثر من تمثيل وغناء؛ كان تجسيدًا حيًا لذاكرة أمة بأكملها، إذ أعادت إلينا أعمال كوكب الشرق، و أدخلتنا في عوالم الكلمة واللحن بروح لم نعد نسمعها كثيرًا في زمن الإيقاع السريع.

وبينما كنت أستمتع بكل لحظة، راقبت بذهول احترام الشباب، ممن لم تتجاوز أعمارهم العشرين، وهم ينصتون بكل شغف إلى أعمال أم كلثوم، رغم كونهم من جيل الأغنية السريعة. لحظتها فقط، أيقنت أن العمل نجح جماهيريًا، لا فقط فنيًا.

نص ذكى وأغنيات خالدة

وراء هذا النجاح، تقف فكرة جريئة، فليس من السهل أن يتناول أحدهم حياة أم كلثوم على خشبة المسرح، إدراكًا لحساسية الجمهور تجاه كل تفصيلة تتعلق بها. وقد وقفتُ بنفسي على هذه التفاصيل: مضمون، حركة، مكياج، ملابس، أداء صوتي… وكلها كانت في مستوى رفيع من الاحتراف.

وبصفتي مطلعًا على واقع البنية التحتية للمسرح وظروفه المحدودة، لا بد من الإشادة بقوة السينوغرافيا التي حضرت بقوة، وأضفت على العمل عمقًا بصريًا واضحًا، إلى جانب لمسة المخرج والكاتب “ناصر عبد الحفيظ”، الذي أبدع في قيادة هذا العمل، ونجح بابتسامته وثقته في أخذنا في رحلة فنية شيقة، توّجها بلقاء كوكب الشرق بالمبدع بليغ حمدي، وما أنتجه هذا اللقاء من أغنيات خالدة.

نص ذكي ومتماسك، استطاع أن يمزج بين التوثيق والسرد الفني بانسيابية. الحوار جاء محكمًا ومنظم .

بكل صدق، أعادت مسرحية الست الثقة في المسرح العربي الجاد، و دحضت كل الأقاويل التي تدعي أن المسرح الهادف قد اختفى، وحل محله المسرح التجاري الهزلي.

إنه عمل يستحق الدعم والتقدير، بل ويستحق أن يُترجم إلى لغات أخرى ليُعرض على أهم المسارح العالمية، لأنه ببساطة يروي جزء من قصة فنانة عمالقة محفوظة في ذاكرة كل الشعوب العربية.

يذكر أن عرض مسرحية الست هو أحدث إنتاجات فرقة المسرح المصري التي أسس لها مؤلف ومخرج العمل ليمنحنا خمسة عروضه ضمن مشروعه الذي أطلق عليه النقد والمتابعون المسرح الثري حيث تستطيع الفرقه تقديم خمسة عروض مختلفه في اسبوع مسرحي وهي متجوزين واللا .. !؟ الجوازة باظت ، وجوه " بليغ ، الست وقد وزعت الفرقه كتاب فخم يرصد جولاتها المحلية و العربية ولقاءاتها مع وزراء الثقافه ومسؤلي المسارح والمهرجان بشكل يكشف قدرة تنظيميه لفريق عمل قادر علي الاستمرار والحفاظ علي نجاحاته