د. مجدي كامل الهواري يكتب: ماذا يريد ترامب من مصر و قناة السويس

في خطوة أثارت اهتمام العالم، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الرئاسية الثانية ، مصر بأن تمر السفن الأمريكية عبر قناة السويس دون دفع رسوم مرور. هذه المطالبة الرسمية تعكس ملامح سياسة ترامب القائمة على القوة والصفقات الصارمة.
فما الذي يدفع واشنطن لطرح هذا الشرط؟
وكيف ستتعامل مصر مع هذا التحدي الجديد؟
- قناة السويس : شريان مصالح أمريكية حيوية
قناة السويس لم تعد فقط ممرًا تجاريًا بالنسبة للولايات المتحدة؛ بل تعتبرها إدارة ترامب جزءًا من البنية التحتية العالمية التي تضمن استمرار التفوق الأمريكي. وجود أكثر من 12% من التجارة العالمية عبر هذا الممر، يجعله هدفًا إستراتيجيًا لأي إدارة أمريكية ترغب في التحكم بمسارات التجارة والأمن الدولي.
تقول الخبيرة الأمريكية في الأمن القومي، ريبيكا كارتر :
"ترامب لا يرى قناة السويس فقط كمجرى مائي، بل كأداة قوة يجب أن تكون تحت النفوذ الأمريكي المباشر أو غير المباشر.
- مصر بين حماية السيادة وضرورات العلاقة مع واشنطن
بالنسبة لمصر، تمثل قناة السويس مصدر دخل رئيسي وسيادي لا يمكن التفريط فيه. قبول مرور السفن الأمريكية مجانًا قد يُشكل سابقة خطيرة تمس الاستقلال الاقتصادي والسيادي للقناة، وتفتح المجال لمطالب مماثلة من قوى دولية أخرى.
ويقول السفير محمد العرابي : الإدارة المصرية تدرك أهمية الحفاظ على استقلالية إدارة القناة، وهي قادرة على إدارة مثل هذه التحديات بدبلوماسية تحفظ مصالح مصر دون خسائر سياسية.
الورقة الاقتصادية : التهديد مقابل الإغراء
ترامب، المعروف بأسلوبه المباشر في المفاوضات، قد يستخدم ملفات المساعدات الاقتصادية أو التعاون العسكري كورقة ضغط إضافية لتحقيق مطلبه. بالمقابل، قد تعرض الإدارة الأمريكية صفقات دعم أو استثمارات اقتصادية ضخمة كنوع من «التعويض» عن خسائر رسوم المرور.
يقول المحلل السياسي الأمريكي دانيال كورتزمان :
ترامب لا يتحرك دون مقابل، وغالبًا ما يضع حزمة مغريات بالتوازي مع فرض شروطه الصارمة.
- ماذا لو قبلت مصر؟
وماذا لو رفضت؟
في حال القبول : قد يؤدي ذلك إلى تعميق العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة، لكنه سيخلق حالة من الغضب الداخلي ويثير تساؤلات حول جدوى التفريط في أصول سيادية.
في حال الرفض : قد تستخدم واشنطن أوراق ضغط أخرى، لكنها ستواجه حائطًا صلبًا من الموقف المصري المدعوم بقواعد القانون الدولي.
- معركة سيادة في ممر دولي
سيجد العالم نفسه أمام اختبار جديد لموازين القوة الدولية: هل تستطيع دولة بحجم مصر أن توازن بين ضرورات التعامل مع قوة عظمى وبين الحفاظ على سيادتها ؟ وهل سينجح ترامب في تحويل قناة السويس إلى ممر أمريكي بالمجان كما يخطط؟
الأيام القادمة ستكشف الكثير