الدكتور مجدي كامل الهواري ، يكتب : منهجية إسرائيل في هدم الدول العربية

ديسمبر 26, 2024 - 13:30
الدكتور مجدي كامل الهواري ، يكتب : منهجية إسرائيل في هدم الدول العربية

منذ قيامها عام 1948، اعتمدت إسرائيل سياسات واستراتيجيات تستهدف تأمين وجودها في منطقة الشرق الأوسط وضمان تفوقها العسكري والسياسي على الدول العربية. وفي هذا السياق، يمكن ملاحظة منهجية واضحة تهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية وإضعافها على مستويات متعددة.

و كانت اهدافها الاساسية هى : 

- ضمان التفوق الاستراتيجي: تسعى إسرائيل إلى أن تبقى القوة العسكرية والاقتصادية الأولى في المنطقة، مما يقتضي إضعاف جيرانها.

- منع تشكيل تحالفات عربية قوية: تهدف إلى تفكيك أي تكتلات عربية قد تشكل تهديدًا أمنيًا أو سياسيًا لها.

- إضعاف الشعوب العربية: من خلال إثارة الصراعات الداخلية وإشعال الحروب الأهلية، تُضعف إسرائيل الدول العربية من الداخل.

و استخدمت اسرائيل كافة الوسائل المتاحة لتنفيذ مخططاتها و منها :

- إشعال الصراعات الداخلية : تستفيد إسرائيل من الخلافات العرقية والدينية والطائفية في الدول العربية لتأجيج النزاعات الداخلية، كما حدث في العراق وسوريا ولبنان.

- التدخلات العسكرية:

قامت إسرائيل بشن حروب عديدة على الدول العربية بهدف تدمير البنية التحتية العسكرية وإضعاف الإمكانيات الاقتصادية.

- دعم الحركات الانفصالية : لعبت إسرائيل دورًا في دعم حركات انفصالية أو معارضة داخل الدول العربية، مما يزيد من تفككها ويفتح المجال لتقسيمها.

- الحرب الاقتصادية:

تعتمد إسرائيل على وسائل اقتصادية مثل الحصار، منع التجارة، والضغط الدولي لمنع التنمية الاقتصادية في الدول العربية، كما حدث مع قطاع غزة.

- الاستفادة من القوى الدولية : تعتمد إسرائيل على دعم القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة للتأثير في السياسة الإقليمية والدولية لصالحها.

و من الأمثلة العملية على ذلك :

لبنان : التدخلات الإسرائيلية المتكررة، وخاصة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، والذي أدى إلى إضعاف الحكومة اللبنانية وزيادة الانقسامات الطائفية.

العراق : الدور الإسرائيلي في دعم تقسيم العراق من خلال تعزيز الانقسام الطائفي والعرقي بعد عام 2003.

فلسطين : سياسات الاستيطان، الحصار، وتهجير السكان الفلسطينيين تعد أبرز أمثلة لهذه المنهجية.

و أدت هذه السياسات إلى ضعف الدول العربية وفقدان قدرتها على التأثير الإقليمي أو الوقوف في وجه التمدد الإسرائيلي. ومع انتشار الصراعات، انشغلت الدول العربية بمشاكلها الداخلية بدلًا من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أو دعم القضية الفلسطينية.

و السؤال الهام و الملح الان هو كيف يمكننا مواجهة هذه المنهجية ؟؟؟

لكى نواجه هذه المخططات الممنهجة لابد ان نتبع ما يلى :

- تعزيز الوحدة العربية: استعادة روح التضامن العربي على المستويات السياسية والاقتصادية.

- الاعتماد على الذات: تطوير الاقتصاد والبنية التحتية العسكرية بعيدًا عن الاعتماد على القوى الخارجية.

- رفع الوعي الشعبي: توعية الشعوب العربية بالمخاطر المشتركة والعمل على تقوية الجبهة الداخلية.

- دعم القضية الفلسطينية: تعزيز الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني للوقوف في وجه السياسات الإسرائيلية.

و اخيرا" تتطلب مواجهة منهجية إسرائيل في هدم الدول العربية وعيا" جماعيا" و تعاونا" كبيرا" بين الدول العربية لاستعادة دورها الإقليمي والدفاع عن مصالحها وقضاياها المصيرية.