الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب: ريفيرا الشرق الأوسط و احلام ترامب العنصرية

في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و الذى تابعته حتى الساعات الاولى من صباح اليوم و انا اشتعل غيظا" و احترق من داخلى على القدس و المسجد الاقصى و ارض الانبياء ، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات يمكن تسميتها، مع الرفق بأنها كارثية و قد تكون هى الشرارة لحرب عالمية ثالثة تأتى على الاخضر و اليابس .
قال ترامب : سيعيش أناس من جميع أنحاء العالم في غزة بعد إعادة تطويرها وزعم أن خطة الإدارة الأمريكية بشأن غزة حظيت بما أسماه "إشادة واسعة" من مختلف المستويات القيادية، واعتبر أن القطاع يمكن أن يصبح "ريفيرا الشرق الأوسط" بعد إعادة تطويره!
إنك لو نظرت إلى الفقرة السابقة، فلن تجد فيها كلمة واحدة تخص "الشعب الفلسطيني"، أو "فلسطين"، أو "القضية الفلسطينية". بمعنى أن المريض ترامب، صاحب الأحلام الوردية المبللة، والذي يشتهر بـ "فن الصفقات"، يرى في أرضنا العربية "قطعة أرض على البحر" ذات موقع استراتيجي ممتاز. ولا أشك للحظة أنه يحلم «ومعه نتنياهو وسائر القيادات اليمينية المتطرفة في أكثر حكومة متطرفة في تاريخ الدولة العبرية» أن يزيل كل الحجر والبشر والتاريخ لينشئ منتجع" خمس نجوم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكما يقول يرتاده و"يعيش فيه أناس من جميع أنحاء العالم"، حتى أنه أطلق على المنتجع اسم "ريفيرا الشرق الأوسط".
يعرب ترامب أيضاً عن "شعوره المريض بأن الأردن ومصر سيقدمان الأراضي اللازمة لخطته الخاصة بالفلسطينيين"، وأن "الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي سيوفران الأراضي ليعيش فيها سكان غزة بسلام".
ولا أعلم ما إذا كان ترامب يتابع وسائل الإعلام أم لا، وهل استمع إلى "لاءات" الرئيس السيسي الحاسمة و الجادة بهذا الصدد، ورفض مصر لمشروع تهجير الفلسطينيين ، قيادة و شعبا" و تأكيدها على عدم تنازلها عن موقفها التاريخي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، و تحذيراتها من المساس بالأمن القومي المصري.
كما لا أدري ما إذا كان المريض ترامب شاهد عودة الغزاويين إلى أراضيهم في مشهد مهيب مرعب معبر كاشف واضح وفارق، يجسد الإرادة الحديدية الصلبة لشعب غزة الأبي الشجاع. فأهلنا البسطاء على بساطتهم تحركهم فطرة نقية وإيمان لا يتزعزع بحقهم في الأرض والوطن، بحقهم في الأرض والبحر والسماء، فلا دبابة ولا مدفع ولا إسرائيل ولا أمريكا قادرة على أن تقلعهم من جذورهم، فشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة هو البطل الحقيقي في هذه الحرب الضروس التي يشنها الفسل نتنياهو وقياداته الحمقاء، ومن ورائهما القوة الأمريكية الغاشمة الظالمة.
ولا أعرف ما إذا كان ترامب قد قرأ تاريخ القضية الفلسطينية بالأساس، أو حتى تاريخ نشأة دولة إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية أو أي تاريخ فى حياته التى قاربت على الانتهاء .
غزة للفلسطينيين . فلسطين دوله عربية . لم و لن يستطيع اى انسان ان يقضى على القضية الفلسطينية و لا على امل اقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية . حتى و لو الدماء سالت من النيل الى الفرات.