مؤتمر العلوم الاجتماعية بالإسكندرية يبرز الروابط التاريخية بين مصر وتركيا

أبريل 26, 2025 - 15:01
مؤتمر العلوم الاجتماعية بالإسكندرية يبرز الروابط التاريخية بين مصر وتركيا

كتب: مصطفى صلاح

شهدت مكتبة الإسكندرية انعقاد المؤتمر الدولي التاسع للعلوم الاجتماعية خلال الفترة من 24 إلى 26 أبريل 2025، بالتعاون بين جامعة ساكاريا للعلوم التطبيقية في تركيا والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية.

ويُعد هذا المؤتمر أول دورة تقام في مصر بعد تنظيمه سابقًا ثماني مرات، بمشاركة نخبة من الشخصيات البارزة؛ منهم الأستاذ الدكتور مصطفى شنطوب، الرئيس السابق لمجلس الأمة التركي الكبير وعضو المجلس الاستشاري الأعلى لرئاسة الجمهورية التركية، ووزير التعليم التركي الأسبق محمود أوزر، إلى جانب عدد من أعضاء البرلمان السابقين وأكاديميين من تركيا ومصر.

حضر حفل الافتتاح السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، ووزير التعليم المصري الأسبق يسري الجمل، ونائب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ورئيس جامعة ساكاريا للعلوم التطبيقية محمد صاريبيك.

في كلمته الافتتاحية، أعرب السفير صالح موطلو شن عن تقديره لمكتبة الإسكندرية، واصفًا إياها بأنها "أعظم كنز علمي وفلسفي في تاريخ البشرية"، مشبهًا دورها الحديث بمنارة الإسكندرية في نشر نور المعرفة إلى العالم.

كما أشار السفير إلى أن الإسكندرية كانت مركزًا للطريقة الشاذلية الصوفية، التي كان لها انتشار واسع في تركيا، معتبرًا أن انعقاد مؤتمر العلوم الاجتماعية في هذا الموقع التاريخي له دلالات علمية وروحية عميقة.

وتناول السفير دور مصر في تأسيس علم الاجتماع من خلال كتاب "المقدمة" لابن خلدون، الذي كتب في مصر ونقله العثمانيون إلى العالم عبر ترجمات تركية عديدة في القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، مما رسخ مكانته كتحفة تأسيسية لعلم الاجتماع العالمي.

وعلى هامش المؤتمر، زار الوفد التركي عدة معالم تاريخية، منها مقبرة الشهداء الأتراك، والأهرامات، والمتحف المصري الكبير، وجامع الإمام الشافعي، وجامع محمد علي باشا.

وخلال لقائه مع السفير التركي، استعرض الأستاذ الدكتور مصطفى شنطوب إسهامات مطبعة بولاق، التي تأسست في عهد محمد علي باشا، في طباعة أعمال قيمة باللغتين العربية والتركية، مؤكدًا أن أول طبعة تركية لكتاب "المقدمة" ترجمها إسماعيل فروح أفندي وطبعت عام 1858 بالقاهرة.

وأشار السفير صالح موطلو شن إلى أن هذه الترجمة كانت إحدى العلامات الفارقة في نشر علم الاجتماع عالميًا من قلب مصر.