رواية «أنا ربكم الأعلى».. لماذا مُنعت ولماذا كتبها عمر عودة؟

Mar 30, 2025 - 21:57
رواية «أنا ربكم الأعلى».. لماذا مُنعت ولماذا كتبها عمر عودة؟

حوار: ياسمين مجدى عبده

عندما يُذكر أدب الرعب في العالم العربي، يتبادر إلى الأذهان عدد قليل من الأسماء التي استطاعت أن تنقل القارئ إلى عوالم غامضة ومخيفة، وتجعل الخيال يتجاوز حدود المنطق. من بين هؤلاء، يبرز اسم الكاتب عمر عودة، الذي استطاع أن يخلق لنفسه مساحة مميزة في هذا النوع الأدبي. لكن كيف يمكن لرجل يعمل صباحًا كمحاسب أن يتحول مساءً إلى صانع كوابيس وحكايات تثير القشعريرة؟ ولماذا اختار الرعب تحديدًا ليكون بوابته إلى عالم الأدب؟ هذا ما سنكتشفه في السطور القادمة.

كيف يمكننا الاقتراب منك والتعرف عليك أكثر؟ 

بصراحة، لا أملك شيئًا غامضًا يمكن الإفصاح عنه. حياتي اليومية عادية جدًا؛ صباحًا أعمل كمحاسب، وبعد الظهر أتحول إلى كاتب ينسج عوالم من الرعب والتشويق.

ماذا يعني عنوان روايتك الأولى؟

 روايتي الأولى "ثغرة لوسيفر" كانت فكرة تدور في ذهني لسنوات. تخيلت ماذا لو اكتشفنا وجود كائنات تعيش في طبقات الأرض السفلى، تفصلنا عنها ثغرات تُفتح كل فترة، محاولين العبور إلينا. وبما أن سيد هذه الكائنات يُدعى لوسيفر، كان الاسم الأنسب للرواية هو "ثغرة لوسيفر".

لماذا استغرقت أربع سنوات بين الجزأين الأول والثاني من الرواية؟ 

خلال هذه الفترة كنت بعيدًا عن مجال الأدب، واتخذت قرارًا بعدم العودة. لكن عندما تواصل معي ناشر عزيز عليّ واقترح إعادة النشر، وافقت، لأن الرواية كانت مكتوبة بالفعل. ومع ذلك، فضّلت البقاء بعيدًا.

حدثنا عن أحدث أعمالك الأدبية؟

 أحدث رواياتي هي "ستيّتة"، المقرر صدورها في معرض 2025، والتي ستكون ردًا عمليًا على سؤالك عن سبب ابتعادي. كانت تحمل في البداية عنوان "أنا ربكم الأعلى"، لكنها رُفضت من معظم دور النشر بسبب جرأتها. الرواية تطرح رؤية جديدة للكون من وجهة نظر إبليس، كيف يرى عالمنا؟ وكيف يفسر العصيان العظيم؟ وكيف ينظر إلى الأنبياء والهدف من إغوائه للبشر؟

من هو مثلك الأعلى في الكتابة؟

 دون تفكير، د. أحمد خالد توفيق. كان وسيظل الملهم الأكبر لي، رحمه الله.

كيف بدأت رحلتك في عالم الأدب؟ 

منذ طفولتي، كنت أكتب قصصًا قصيرة في كراسات المدرسة. وعندما ظهر الإنترنت، بدأت أنشر على المدونات، ثم تحولت إلى النشر على فيسبوك، حيث كنت أكتب فصلًا أسبوعيًا. ومع الوقت، جاءت الفرصة لنشر أولى رواياتي، وهكذا دارت العجلة.

ما هو أصعب نوع أدبي كتبته؟ 

الرعب الواقعي، خاصة في رواية "بلاغ"، التي أدخلتني في حالة اكتئاب لفترة ليست قصيرة.

ما هو المقياس الحقيقي لنجاح الكاتب؟ 

القارئ هو الحكم الوحيد. أتابع آرائهم بدقة، حتى التقييمات السلبية على مواقع القراءة، وأحاول دائمًا فهم النقد لتطوير أعمالي.

كيف تحول الفشل إلى نجاح؟

 الفشل بالنسبة لي مجرد خطوة نحو النجاح. اعتدت على أن أضع أهدافًا واضحة وأسعى لتحقيقها، مهما واجهت من صعوبات.

كيف تتعامل مع النقد، خاصة غير البناء؟

 أي نقد، سواء كان بناءً أو غير بناء، يحمل في طياته شيئًا يمكن الاستفادة منه. القارئ الذي يقرر شراء روايتي له كل الحق في إبداء رأيه.

لماذا لم تفكر في الترشح للجوائز الأدبية حتى الآن؟

 لأكون صريحًا، الإجراءات الطويلة للترشح تجعلني أتكاسل عن خوض التجربة.

ما هي نصيحتك لمن يريد دخول عالم الكتابة؟ 

الصبر هو المفتاح. كثيرون يدخلون المجال متوقعين نجاحًا سريعًا، وعندما لا يحدث ذلك، يشعرون بالإحباط. النجاح في الأدب يحتاج إلى جهد مستمر، وعمل دؤوب، وإصرار لا يتزعزع.

ما هي طقوسك الخاصة أثناء الكتابة؟

 أحب الكتابة في أجواء هادئة مع إضاءة خافتة وكوب من القهوة بجانبي. أحيانًا أستمع إلى موسيقى ملهمة تساعدني على الغوص في عالم الرواية.

هل تفكر في تجربة نوع أدبي جديد؟

 نعم، لدي أفكار لخوض تجربة كتابة أدب الجريمة والغموض، وربما الفانتازيا في المستقبل القريب.

كيف ترى مستقبل أدب الرعب في العالم العربي؟

أرى أنه يتطور بشكل ملحوظ، وهناك جمهور متزايد يبحث عن هذا النوع. ومع توافر المنصات الرقمية، أصبح الوصول إلى القراء أسهل، مما يمنح الكتاب فرصة أكبر للانتشار.

أخيرًا، ما هو حلمك الأدبي الأكبر؟

 أن تظل أعمالي تُقرأ بعد سنوات طويلة، وأن أكون قادرًا على ترك بصمة حقيقية في عالم الأدب، مثلما فعل أساتذتي الذين تأثرت بهم.