دراسة سويدية تثبت أن ضعف الشم والسمع إنذار مبكر لأمراض تهدد الحياة

May 23, 2025 - 21:36
دراسة سويدية تثبت أن ضعف الشم والسمع إنذار مبكر لأمراض تهدد الحياة

كتب: مصطفى صلاح

تشير أبحاث علمية حديثة إلى أن تراجع حاستي الشم والسمع قد لا يكون مجرد عرض عابر للتقدم في العمر، بل إنذار مبكر لمشكلات صحية خطيرة، قد تصل إلى أمراض القلب والخرف، وترتبط بشكل وثيق بمعدلات الوفاة المبكرة.

في دراسة سويدية رائدة أجراها معهد "كارولينسكا"، وُجد أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف حاسة الشم معرضون لخطر الموت المبكر بنسبة تزيد عن 70% مقارنة بمن يتمتعون بحاسة شم سليمة. واعتمدت هذه الدراسة على اختبار تمييز روائح شائعة مثل القهوة والثوم، وخلصت إلى أن تراجع الشم قد يكون مؤشراً مبكراً لتدهور في الجهاز العصبي، وخاصة الإصابة بالخرف.

أما حاسة السمع، فكانت موضوع دراسة بريطانية واسعة شملت أكثر من 160 ألف شخص، ونشرتها مجلة JAMA المتخصصة. وتبين أن ضعف السمع يرتبط بزيادة خطر الإصابة بقصور القلب، بنسبة تصل إلى 28% لدى من يعانون من ضعف حاد في السمع. حتى مستخدمو السماعات الطبية لم يكونوا في مأمن من هذا الخطر، حيث أظهرت الدراسة أنهم يواجهون زيادة بمعدل 26% في احتمالية الإصابة بأمراض قلبية، وهو ما يعكس الدور النفسي والجسدي لفقدان السمع في تدهور الحالة الصحية العامة.

وتلفت هذه النتائج النظر إلى أن الحواس الخمس ليست مجرد أدوات إدراك للعالم الخارجي، بل مؤشرات حيوية لصحة الجسم الداخلية. فالتغير المفاجئ في الشم أو السمع قد يكون أول جرس إنذار يسبق ظهور أعراض الأمراض المزمنة بسنوات.

وبناءً عليه، يدعو الخبراء إلى ضرورة إدراج اختبارات حاستي الشم والسمع ضمن الفحوصات الدورية، خاصة لكبار السن أو من لديهم تاريخ عائلي بالأمراض العصبية أو القلبية. كما يشددون على أهمية الاستجابة الفورية لأي تراجع غير مبرر في هاتين الحاستين، باعتبار ذلك إشارة محتملة لأمراض يجب التعامل معها مبكراً.

في زمن تتسارع فيه الأمراض الخفية، قد يكون المفتاح للنجاة مجرد لحظة تلاحظ فيها أنك لم تعد تشم رائحة القهوة كالسابق... أو أن صوت الحياة من حولك بات أبعد مما ينبغي.