الدكتور مجدي كامل الهواري يكتب : 65 عام على وضع حجر اساس السد العالي
تحتفل مصر اليوم بذكرى وضع حجر اساس معجزة القرن العشرين "السد العالي" المعجزة الهندسية و صاحب النهضة الاقتصادية العالية.
حيث يعتبر السد العالي أحد أبرز المشروعات القومية في تاريخ مصر الحديث. أنشئ بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومواجهة التحديات التي كانت تواجه البلاد، مثل الفيضان والجفاف. يقع السد على نهر النيل جنوب مدينة أسوان، وقد ساهم بشكل كبير في تغيير معالم مصر الاقتصادية والزراعية.
- خلفية تاريخية :
بدأت فكرة بناء السد العالي في منتصف القرن العشرين، نتيجة الحاجة إلى توفير مصدر دائم ومستقر للمياه والطاقة الكهرومائية. بدأ العمل في بناء السد في عام 1960، واستمر حتى عام 1971. حظي المشروع بدعم كبير من القيادة المصرية آنذاك، وعلى رأسها الرئيس جمال عبد الناصر.
- التصميم والإنشاء :
يبلغ طول السد حوالي 3,830 مترا، وارتفاعه 111 مترا. يتسع لبحيرة ناصر، التي تُعد واحدة من أكبر البحيرات الصناعية في العالم، بسعة تخزين تصل إلى 162 مليار متر مكعب من المياه.
يحتوي السد على 12 توربينا" لتوليد الكهرباء، بطاقة تصل إلى 2,100 ميجاوات.
- الفوائد الاقتصادية والاجتماعية :
1. السيطرة على الفيضانات :
ساهم السد في حماية مصر من الفيضانات المدمرة التي كانت تلحق أضراراً جسيمة بالمحاصيل والبنية التحتية.
2. توفير المياه للزراعة : أتاح السد توفير المياه لري أكثر من 2 مليون فدان، مما ساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
3. إنتاج الطاقة الكهرومائية :
يُعد السد العالي مصدرًا رئيسيا" للطاقة الكهربائية النظيفة، حيث يلبي جزءًا كبيرًا من احتياجات مصر من الكهرباء.
4. تنمية منطقة النوبة : ساعد المشروع في تحسين البنية التحتية وتنمية المناطق المحيطة بالسد، لا سيما منطقة النوبه
- التحديات والمخاطر : رغم الفوائد الهائلة للسد، ظهرت بعض التحديات مثل:
التأثير البيئي : أدى تخزين المياه في بحيرة ناصر إلى غمر بعض المناطق الأثرية والزراعية.
التبخر وفقدان المياه : تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في أسوان إلى فقدان كميات كبيرة من المياه عن طريق التبخر.
الإطماء : تراكم الطمي خلف السد أدى إلى تقليل سعة التخزين تدريجيًا.
يظل السد العالي رمزًا للتحدي والإصرار، ومثالًا للإنجازات الهندسية التي حققتها مصر في القرن العشرين. ورغم التحديات التي تواجهه، فإن تأثيره الإيجابي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية يظل حاضرًا، ما يجعل منه أحد أعظم مشروعات البنية التحتية في العالم.